تاريخيا، كان يُنظر إلى المسؤولية الاجتماعية للشركات وتحقيق الربح على أنهما مفهومان بعيدان عن بعضهما البعض؛ فتقليديا، كانت المسؤولية الاجتماعية للشركات نشاطا اجتماعيا إيجابيا تستثمر فيه الشركات بصورة منفصلة عن هدفها الأساسي الرامي إلى تحقيق الربح؛ وبينما كانت تسعى إلى تعظيم الأرباح التي تحققها باستخدام الوسائل القانونية الممكنة، كانت تستخدم المسؤولية الاجتماعية للاستثمار في البرامج الاجتماعية الإيجابية لتحسين صورتها. ولكن في الآونة الأخيرة، تطورت النظرة لهذين المفهومين؛ حيث أصبح هناك تقارب بينهما بعدما كان يُنظر إلى كل منهما على أنه نقيض الآخر. وفي حين كانت عملية التقارب بين المفهومين قد بدأت قبل ظهور جائحة كوفيد-19 بوقت قصير، جاءت الجائحة لتعجل منها. وأثناء عملية التقارب، بدأت قيم الشركات الكبيرة في التحول، بمعنى أنها أصبحت ليست فقط مسؤولة عن تحقيق الربح لحملة أسهمها، ولكن عليها أيضا أن تحقق أهداف في مجتمعاتها، ومن ثم تحولت إلى شركات مدفوعة بتحقيق الأهداف. وساعدت الحالة غير العادية التي أحدثتها الجائحة على أن تبين للشركات أهمية التركيز على جميع الأطراف المعنية وليس فقط على حملة الأسهم من أجل الحفاظ على وجودها واستمراريتها كعمل تجاري.