يستعرض الكتاب أزمة الهجرة التي تواجه أوروبا وكونها لا ترجع إلى عوامل الجذب التي تتمتع بها من وجهة نظر المهاجرين، بل إلى الرغبة في الهروب من مظاهر تردي الوضع المعيشي في قارة إفريقيا كتغير المناخ، وتدهور الأراضي ونقص المياه. فعوامل الطرد التي تعانى منها القارة من انعدام الأمن ونقص المياه وتزايد النمو السكاني وتناقص الأراضي الصالحة للزراعة وتكدس المدن بالسكان تعد أقوى كثيراً من عوامل الجذب في أوروبا، ورغم أن معظم المهاجرين المحتملين يعلمون جيداً حجم المخاطر التي ينطوي عليها عبور الصحراء، إلا أن في ليبيا على سبيل المثال، يستمر المهاجرون منها في المخاطرة بحياتهم محاولة منهم للوصول إلى إيطاليا أو اليونان، حيث ليس لديهم اختيار آخر. في هذا الإطار، يتناول الكتاب هذه القضايا مقترحا بعض سبل المساعدة التي يمكن أن تقدمها أوروبا على أرض الواقع لمواجهة أحد أكثر التحديات إلحاحا والذي يواجه الأشخاص الأشد فقراً على وجه الأرض. يحاول أن يشرح كيف أن أزمة الهجرة التي ضربت أوروبا ليست نتيجة عوامل الجذب في أوروبا للمهاجرين، بل الحاجة إلى الهروب مما هو بالفعل وضع لا يحتمل من تغير المناخ، والانفجار السكاني، والأراضي المتدهورة ونقص المياه.