لمحة عامة*
أدت قوة الاستهلاك والاستثمار – بدعم من إعادة فتح الاقتصادات وصلابة ميزانيات الشركات والأسر – إلى تعزيز الطلب الكلي لدرجة أدهشت الكثيرين سواء من التنفيذيين أو الخبراء الاقتصاديين أو صانعي السياسات أومحللي وول ستريت، وذلك في ظاهرة سوف تستمر على الأرجح خلال الأشهر والأرباع القادمة، خاصة في الدول التي لديها القدرة على احتواء الإصابات بكوفيد 19 وتلقيح عدد كبير من المواطنين والوقاية من السلالات الجديدة للفيروس.
أما على جانب العرض فالتحدي أكبر بكثير، وفي حقيقة الأمر الوضع شديد السوء. حيث تعمل الاختناقات والجمود على تعطيل العديد من سلاسل الإمداد، وأصبحت عمليات الشحن، بما في ذلك توفير الحاويات، أصعب كثيرا. كما أن تفشي الوباء في بعض الدول داخل سلاسل الإمداد العالمية – مثل بنجلاديش والهند وفيتنام – وحالات عدم اليقين الجيوسياسي بما في ذلك التوترات الدورية بين الصين والولايات المتحدة وأوروبا، كلها أمور تضيف إلى المشكلات التي تواجه أولئك الساعين ليس فقط للحصول على المواد الخام من أجل مصانعهم بتوقيت منضبط وأسلوب فعال التكلفة ولكن أيضا لتلبية الطلب الموسمي على المنتجات النهائية التي يصنعونها.