ملخص:
تعد قضية كثافة التشغيل في النمو الاقتصادي من أكثر القضايا التي تستحق الدراسة والتحليل في حالة الاقتصاد المصري، وذلك لما لها من تأثير مباشر على توجهات السياسة الاقتصادية. وفي هذا الإطار، تحاول هذه الدراسة تحديد القطاعات الكلية والفرعية التي يولد نمو الناتج فيها فرص عمل أكثر من غيرها من ناحية، كما تتم من ناحية أخرى بقياس وتفسير مدى ودلالة التحول الذي حدث في نمط توليد القيمة المضافة والتشغيل في الاقتصاد المصري منذ عقد الثمانينيات، وهل هو تحول إيجابي على غرار التحول الهيكلي الذي صاحب نمو النمو الكثير من الاقتصاد المتقدمة. وأخيرا، إذا كان قطاع الصناعة التحويلية هو عصب التنمية المستدامة، وإذا كانت قطاعات الخدمات قادرة على توفير فرص عمل كثيرة، فإن الدراسة تسعى لتحديد أي الفروع في هذه القطاعات جميعا هي التي تولد بالفعل فرص عمل دائمة ولائقة ومن ثم تستحق المساندة والرعاية. ولتحقيق هذه الأهداف، تقوم الدراسة أولا بعرض إطار نظري لمضمون مفاهيم كثافة التشغيل في النمو ومرونات التشغيل بالنسبة للناتج، كما تعرض استخدامات هذه المفاهيم، وتحلل العلاقة بين نمو التشغيل من الناتج ونمو الإنتاجية. بعدها تقيس دراسة مرونات التشغيل بالنسبة للنمو الاقتصادي الكلي خلال الفترة 80 / 1981 – 2005/04 وكذلك مرونات التشغيل بالنسبة لستة قطاعات الرئيسية لذات الفترة الزمنية في محاولة لتحليل قدرة هذه القطاعات على خلق فرص العمل من جانب، ولتحليل مدلول التحول الهيكلي، من جانب آخر. وأخيرا، تقوم الدراسة بتقدير مرونات التشغيل بالنسبة لنمو الناتج في تسعة قطاعات فرعية من الصناعة التحويلية، وذلك للوقوف على قدرة هذه الصناعات على خلق فرص عمل مقارنة نصيبها النسبي في الاستثمارات، وعلاقة ذلك بتوجهات السياسة الاقتصادية.
