لمحة عامة:
بعد التحول من الثنائية القطبية إلى الأحادية القطبية خلال العقد الأخير من القرن الماضي، اتجه العالم نحو التعددية القطبية؛ ففي عصر يتسم بالتحول السريع في ميزان القوى، بينما تشكل الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي أقطابا مهمة، نجد أن دولا كروسيا واليابان والقوى الصاعدة مثل الهند تلعب دورا محوريا في تشكيل النظام العالمي الناشئ. ولا يزال انقسام القوة مستمرا في عالم اليوم في ظل التحوط والانحيازات المتعددة اللذان أصبحا المعايير الجديدة، كما أدت جائحة كوفيد 19 والحرب في أوكرانيا إلى إضعاف الإجماع العالمي بصورة أكبر. وهذا الوضع يمثل لحظة استثنائية للهند كي تحصل على وضع قوي كأحد الأقطاب في العالم بينما تبحر في فيضان المشهد الجيوسياسي. فكيف تستغل نقاط قوتها وتحافظ على مسارها الصعودي؟ وكيف تتعامل مع عدد لا حصر له من التحديات الإقليمية والدولية بينما تصنع لنفسها مسارا جديدا؟ في هذا الكتاب يستعين مؤلفه بخبرته في المجال الدبلوماسي والأمني للإجابة على سؤال مهم: كيف تقوم الهند بإعادة معايرة تفكيرها الاستراتيجي لكي تتعامل مع عالم صاخب غير مقيد يبدو في أغلب الأحيان مقلوبا بشكل متزايد.