تأثير الأزمة العالمية على قطاع المنسوجات والملابس الجاهزة في مصر

ملخص:
على الرغم من أن قطاع المنسوجات والمالبس الجاھزة لم ُ ينج من آثار التباطؤ الذي ّ ألم بالاقتصاد المصري من جراء الأزمة الاقتصادية العالمية، إلا أن ھذا القطاع يعاني بالفعل من مظاھر الضعف منذ عام ٢٠٠١ نتيجة للتغيرات في البيئة العالمية. فإلى جانب التأثير الشديد للأزمة على الصادرات والتي اعتمدت لفترة طويلة على اتفاقية المناطق الصناعية المؤھلة المدفوعة بعوامل سياسية واتفاقية الشراكة الأورومتوسطية، اتجھت المبيعات المحلية إلى الانخفاض نتيجة لتحرير التجارة، وتحول المصدرون الذين لا تشملھم اتفاقية المناطق الصناعية المؤھلة إلى السوق المحلية للمنافسة مع غير المصدرين. وإذا ما استمرت المبيعات المحلية في انخفاضھا دون مقابلة ھذا الانخفاض بزيادة الصادرات، فسوف تستمر مظاھر الضعف في ھذه الصناعة. ولمواجھة آثار الأزمة يلزم النظر في تطبيق سياسات قصيرة الأجل للتخفيف من حدة ھذه الآثار مثل ضمان قيام البنوك بتوفير الائتمان، ودفع اشتراكات التأمين الاجتماعي للعاملين في الشركات المتعثرة ماليا. غير أن القطاع يعاني أيضا من مشاكل ھيكلية كامنة تؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج والمعاملات. أي أن الأزمة أدت إلى تفاقم الانكماش الذي تعاني منه ھذه الصناعة بالفعل، الأمر الذي يستلزم استراتيجية أطول أجال تتجاوز مجرد الاستجابة للأزمة، على أن تتضمن ھذه الاستراتيجية تحقيق تقدم على صعيد سلسلة القيمة لصناعة الملابس الجاھزة، وتوفير حوافز تصدير مشروطة وتنمية المھارات وإجراء إصالح مؤسسي شامل.