ملخص:
تقارن هذه الورقة بين “أسس التجارة” التي سادت لدى الجماعة الأوروبية في الستينيات مع تلك التي تطبق اليوم في الدول العربية. وتفصح تلك المقارنة عن تباين واضح في هذه الأسس، حيث تقل التجارة بين الدول العربية بشدة مقارنة بالوضع بين دول الجماعة الأوروبية. كما تختلف الأهمية النسبية للتجارة في الناتج المحلي الإجمالي بين المجموعتين. وهو ما يفيد أن إستراتيجية الاندماج العربي يجب أن تسلك منهجا مختلفا عن منهج تحرير التجارة التفضيلية الذي طبقته الجماعة الأوروبية. وهناك بديل مقترح لتحقيق الاندماج العربي وهو قيام الدول العربية بالتركيز على إصلاح وتحرير قطاع الخدمات بالإضافة إلى تحرير التجارة السلعية. ويعد هذا المقترح آلية فعالة لدعم التعاون العربي، حيث يوجد في كل دولة عربية مؤيدين له، مثل القطاعات الصناعية وتلك القائمة على الموارد الطبيعية. ويعتبر الشرط الرئيسي لتحقيق هذا المنهج هو أن يساعد التعاون العربي على مواجهة معارضي تلك الإصلاحات الوطنية، أو أن يولد هذا التعاون مكاسب مباشرة في مجالات محددة. وتوضح تجربة الجماعة الأوروبية أن إستراتيجية التكامل التي تستند إلى إصلاح وتحرير قطاع الخدمات لن تكون بالأمر الهين ومن ثم يجب أن يتم تصميمها بعناية وتنفيذها بصورة متدرجة. وإذا أخذنا في الاعتبار أهمية التجارة الخدمية وتكلفة المعاملات المترتبة على السفر والانتقال، فإن الخطوة الأولى يجب أن تركز على تخفيض تلك التكاليف من خلال جهد مشترك ومنسق.