السياحة في مصر: إمكانات غير مستغلة

ملخص:
على الرغم من أن قطاع السياحة في مصر قد شهد نموا ملموسا خلال الخمس عشرة سنة الماضية، إلا أن هذا الأداء المتميز لم یمنع الشكوك المثارة حول مدى فعالية هذا القطاع وإمكاناته غير المستغلة ومستقبله. وفي هذا السياق، تبحث الدراسة في مدى دقة الأرقام الرسمية للسياحة في بيان التأثير الاقتصادي الحقيقي لهذا القطاع، وإلى أي مدى لا تزال إمكانات السياحة غير مستغلة، وما إذا كان قطاع السياحة یعاني نسبيا من القيود ومن ثم یحتاج لمزید من التحریر. ولاختبار إمكانات السياحة، تطبق الدراسة أسلوب الاقتصاد القياسي للبيانات المقطعية عبر الزمن، والذي یقوم بتقدیر الطلب والفرص الضائعة في هذا القطاع. وتشير النتائج إلى وجود عدد آبير من الفرص غير المستغلة، من حيث حجم الطلب المحتمل غير المستوفى بصفة عامة، وعلى أسواق ومنتجات سياحية بعينها—الأمر الذي یؤكد على الحاجة إلى تصميم وتنفيذ خطط تسویقية وحملات ترویجية جيدة الاستهداف. ثم تقوم الدراسة بتحليل التزامات مصر في قطاع السياحة في إطار الاتفاقية العامة للتجارة في الخدمات (الجاتس)، ومدى تنافسية القطاع على المستوى الدولي، وذلك في محاولة لتحدید سبل تعزیز وضع مصر في سوق السياحة العالمية. وتخلص الدراسة في هذا الصدد إلى نتيجة رئيسية مؤداها أن مزید من التحریر لهذا القطاع لن یكون فعالا إلا إذا تم في سياق حزمة شاملة من الإصلاحات، مع التأكيد بصفة خاصة على تفعيل التشریعات المحلية المتعلقة بالموارد البشریة، وتطویر البنية التحتية، والحفاظ على البيئة. كما تلقي الدراسة الضوء على أوجه القصور في الإحصاءات السياحية الحالية، وتطالب بتطبيق مفهوم ومنهجية الحسابات الفرعية للسياحة لضمان تقييم التأثير الاقتصادي للسياحة بصورة أفضل وأكثر شمولا.