ملخص:
تمیل الجھات المعنیة بالقطاع الزراعي في مصر إلى تعظیم كفاءة استخدام المیاه من خلال اختیار المحاصیل التي تستھلك كمیات میاه أقل، ورغم أن زراعة المزید من المحاصیل منخفضة الاستھلاك للمیاه قد یبدو الوضع الأمثل إلا أنه قد لا یكون دائما أفضل طریقة لتعظیم العوائد الاقتصادیة. لذا، فإن فھم العوائد الاقتصادیة على كل متر مكعب من المیاه تستھلكه المحاصیل المختلفة لا یقل أهمیة عن تحدید المحاصیل التي تحقق أكبر عوائد بأقل استھلاك للمیاه، الأمر الذي یتم إغفاله في أغلب الأحیان. لذلك ینبغي عند تصمیم التركیب المحصولي مراعاة الإنتاجیة الاقتصادیة المائیة (العائد الاقتصادي على كل وحدة میاه مستھلكة) للمحاصیل لتحقیق التوازن بین الاكتفاء منھا على المستوى المحلي مع تعظیم العوائد الاقتصادیة علیھا في ذات الوقت، وهو ما تسعى إلیه هذه الدراسة.
في هذا الإطار، یركز هذا الجزء من الدراسة على بعض المحاصیل الاستراتیجیة الرئیسیة المختارة، وتحقیق مستویات عوائد اقتصادیة أعلى على المیاه المتاحة للري، مع تلبیة الاحتیاجات المحلیة من هذه المحاصیل؛ حیث یتم استخدام الإنتاجیة الاقتصادیة المائیة كمؤشر لتقییم هذه المحاصیل؛ والتي تحتسب بقسمة القیمة الإجمالیة للمحصول على كمیة المیاه التي یستھلكھا في زراعته، وذلك لتصمیم التركیب المحصولي للمحاصیل الزراعیة الرئیسیة في مصر بناء علیھا.
وقد توصلت الدراسة إلى أنه بینما تستھلك بعض المحاصیل كمیات میاه أكبر من غیرها لكل وحدة مساحة، نجد أن العوائد الاقتصادیة الإجمالیة لھذه المحاصیل تفوق كثیرا تلك التي تحققھا المحاصیل الأخرى التي تستھلك كمیات میاه أقل، ولذلك ترى الدراسة ضرورة اختیار وزراعة المحاصیل التي تدر أقصى عوائد اقتصادیة، مع المحافظة على الأمن الغذائي.