ملخص:
تستعرض الورقة التوجه نحو العولمة وعلاقتها بالأزمات المالية خلال المائة وعشرون سنة الماضية . وبفحص الوقائع الخاصة بحدوث الأزمات المالية وعمقها (أزمات النقد، والأزمات المصرفية وكلاهما معاً) عبر أربعة أنظمة مختلفة منذ عام 1880 وحتى الان، أوضحت الدراسة أن الازمات في الأسواق الناشئة تتكرر في الوقت الراهن بشكل أكبر مما كان عليه الحال إبان العصر الذهبى للتحرر المالى قبل عام 1914. ويقابل الزيادة في تكرار الأزمات إنخفاض ملحوظ في زمن تخطي الأزمات وكذلك انخفاض فقدان الناتج وهو ما يعكس التقدم المؤسسي الذي طرأ على تكنولوجيا المعلومات وكبر حجم الاستثمار الأجنبي المباشر، وزيادة عدد المقرضين والمقترضين، وزيادة حجم وتنوع الأوراق المالية المتبادلة في الأسواق المالية وكذا زيادة عدد القطاعات التي يتم تمويلها. وفضلاً عن هذا أوضحت الدراسة أن الحصول على رؤوس أموال أجنبية لعب دوراً حيوياً في نجاح التنمية في هذه الدول، بينما لم تكن الأزمات معوقاً للتنمية الا نادراً.
وقد خلصت الورقة الى أن المكاسب التي يمكن أن تتحقق من تكامل أو إندماج الأسواق المالية هي ذات طبيعة طويلة الأجل بينما تعد تكلفة الأزمات المالية ظاهرة قصيرة الأجل. وهنا تلعب السياسات دوراً في تهيئة المناخ المناسب لعمل الأسواق بكفاءة وبما يسمح لتدفقات روؤس الأموال الخاصة من أن تنشد أفضل إستخدام ممكن بطريقة غير مقيدة.