تحليل جغرافي لتوفير فرص العمل في مصر

ملخص:
تتناول هذه الدراسة بالتحليل توزيع قوة العمل عبر محافظات مصر السبعة والعشرين، فضلا عن معدل البطالة في كل محافظة حسب العمر والنوع ومستوى التعليم، وذلك باستخدام المنهج المكاني، وجدت الدراسة أن مشكلة البطالة تتركز بين أصحاب التعليم المتوسط ثم الشباب والذكور والإناث وحاملي الشهادات الجامعية فأعلى، على التوالي. أما مستوى المحافظات، فقد وجدت أن أكبر عدد من هذه المشاكل يتركز فى محافظات البحيرة والشرقية والغربية وسوهاج والإسكندرية والقاهرة والدقهلية والمنيا وأسيوط والفيوم. وقد وجدت الدراسة أن هذه المشكلات ترجع لأسباب متعددة، أهمها: أنماط الاستثمار ودعم الطاقة والتي أدت إلى هيكل صناعي يتسم بكثافة رأس المال والطاقة؛ وصعوبة الحصول على التمويل، وضعف الاستثمار فى البنية التحتية وتركزه بشدة في القاهرة الكبرى والإسكندرية. وذلك بالإضافة إلى وجود دلائل على الاختلال بين مخرجات التعليم التقني والمهني وبين الأنشطة الرائدة في المحافظات. وفي ضوء تلك النتائج، تطرح الدراسة مجموعتين من الحلول الممكنة. ومنها: تيسير الحصول على التمويل وخاصة للشركات الصغيرة والمتوسطة؛ والخفض التدريجي لدعم الطاقة؛ وضمان الاتساق بين التعليم التقني والمهني وبين الأنشطة الرائدة في المحافظات؛ وزيادة الاستثمار في البنية التحتية وخاصة في المحافظات التي تعاني نقصا في هذا الصدد. أما المجموعة الثانية من المقترحات فتخص حلول موجهة لكل محافظة على حدة لتساعد على تحديد الصناعات التحويلية التي يمكن تحفيز الاستثمار فيها، بالإضافة إلى استغلال الموارد التعدينية والاستخراجية المتاحة فيها. وهذه الحلول الموجهة للمحافظات ستكون أكثر فاعلية إذا ما اقترنت بجهود من شأنها تحقيق اللامركزية المالية والإدارية.