لمحة عامة*
بدايةً من ستينيات القرن العشرين ومع صعود سوق اليورودولار وتحرير الأسواق المالية على نطاق أوسع، أدت الرأسمالية المتجددة دائما—والتي لا تخضع فيها تدفقات الأموال للقيود التنظيمية، وتتسم باللارسمية والعولمة— إلى تغيير الاقتصاد العالمي. وأحد سماتها الرئيسية هي “العالم الخارجي” للهياكل المالية والمؤسسات والتقنيات التي تم تصميمها لإتاحة السرية وحماية الأصول والإعفاء الضريبي. يعد التواجد المحدود للعالم الخارجي في دراسة الاقتصاد السياسي المعاصر لإفريقيا أمر ملفت للنظر، ومن ثم تهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على هذه الفجوة وتقديم تحليل مبدئي لها، مع التأكيد على أن سياسات إدراج إفريقيا في الاقتصاد الخارجي العالمي تستحق أن تلقى المزيد من الاهتمام من جانب الباحثين حول قارة إفريقيا.